161
الجهة الثانية في أن الحج وحى ممثل
قد لاح لك ان الحج توحيد ممثل بحيث لو تدلى التوحيد و تجلى في مراياه و تنزل في درجاته لصار حجا و لو تعالى الحج و صعد اليه تعالى و ترقى في معارجه لبلغ ذا العرش او صار توحيدا اى عقيدة لا يشوبها شيء و يقينا لا يعتريه ريب كما قال الصادق عليه السلام «حتى يلصق بالعرش ما بينه و بين اللّه حجاب» 1و الكلام الان هو ان الحج باسره- وحى ممثل و ان مناسكه مما تجلت بالوحى و ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله رآها من جبرئيل و هو اى الملك الامين الطائف حول العرش ارى ابراهيم عليه السلام مناسكه و ان تلك الاعمال الخاصة لم تكن مفروضة على الناس بمجرد التعليم القولى نظير قوله تعالى «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ اَلصِّيٰامُ» بل تحققت خارجا بالتمثل و تنزلت عينا كك.
و الشاهد على ذلك قوله تعالى: «وَ أَرِنٰا مَنٰاسِكَنٰا» 2حيث ان هذه الإراءة ليست بمعنى التعليم المفهومى الحصولى حتى يدركه الذهن تصورا و تصديقا بل بمعنى الاشهاد و الإراءة الخارجية كما في قوله تعالى: «وَ كَذٰلِكَ نُرِي إِبْرٰاهِيمَ مَلَكُوتَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ لِيَكُونَ مِنَ اَلْمُوقِنِينَ» . 3و يؤيده قول مولانا الصادق عليه السلام امر اللّه عز و جل ابراهيم عليه السلام ان يحج بإسماعيل معه و يسكنه الحرم فحجا. . . و ما معهما الا جبرئيل فلما بلغا الحرم قال له جبرئيل يا ابراهيم انزلا فاغتسلا قبل