162ان تدخلا الحرم فنزلا فاغتسلا و اراهما كيف يتهيئان للإحرام ففعلا ثم امرهما فاهلا بالحج و امرهما بالتلبيات الاربع التى لبى بها المرسلون ثم سار بهما الى الصفا و نزلا و قام جبرئيل بينهما و استقبل البيت فكبر اللّه و كبرا و حمد اللّه و حمدا و مجد اللّه و مجدا و اثنى عليه و فعلا مثل ذلك و تقدم جبرئيل و تقدما يثنيان على اللّه عز و جل و يمجدانه حتى انتهى بهما الى موضع الحجر فاستلم جبرئيل و امرهما ان يستلما و طاف بهما اسبوعا ثم قام بهما في موضع مقام ابراهيم عليه السلام فصلى ركعتين و صليا ثم اراهما المناسك و ما يعملان به. 1حيث ان ظاهره تمثل جبرئيل لهذين النبيين عليهما السلام و إراءتهما المناسك بالعينية الخارجية و لم يكن هذا بدعا خاصا بهما بل قد تقدمهما آدم عليه السلام و تمثل جبرئيل عليه السلام له أيضا كما تمثل لأفضل الانبياء و خاتمهم صلى اللّه عليه و آله حيث يقول «مولانا الصادق عليه السلام ان اللّه بعث جبرئيل الى آدم فقال. . . ان اللّه ارسلنى إليك لاعلمك المناسك التى تطهر بها فاخذ بيده فانطلق به الى مكان البيت و انزل عليه غمامة فاظلت مكان البيت و كانت الغمامة بحيال البيت المعمور» الخ 2و يقول عليه السلام «كنت اطوف مع ابى و كان اذا انتهى الى الحجر مسحه بيده و قبله و اذا انتهى الى الركن اليمانى التزمه فقلت جعلت فداك تمسح الحجر بيدك و تلتزم اليمانى فقال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ما اتيت الركن اليمانى إلا وجدت جبرئيل عليه السلام قد سبقنى اليه يلتزمه» 3و ستقف على الوحى المتمثل في مطاوى المباحث القادمة كالماضية و تعثر أيضا على ما لم نأتها روما للاختصار.