139الطواف حولها و الصلاة اليها و سائر ما يعتبر فيه الاستقبال هو الموجب لقعود الناس و عجزهم عن دفع الاهواء و الاعداء «لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ» 1فتحصل ان الكعبة للدين الالهى بمنزلة عظم الظهر و فقراته للإنسان فاذا قامت و قويت و سلمت فقد امكن القيام و المشى و المقاومة و السرعة الى المغفرة و السبقة الى الخير و ما الى ذلك مما يتوقف على القيام المعتمد على عظم الظهر و سلامة فقراته و اذا عجزت و ضعفت و وهنت فقد تعذر القيام و امتنع الاستقامة و استحال السرعة و السبقة و نحو ذلك مما يتوقف على القيام و ذلك لكسر فقار الظهر و انثلام عماده و صيرورته فقيرا، اى المنكسر فقار ظهره بعد ان امكن ان يصير غنيا عن الغير و قائما بنفسه اعتمادا على من هو عماد من لا عماد له و محتزرا بحرز من هو حرز لمن لا حرز له هو اللّه القائم عَلىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ الذى هو بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ و حَفِيظٌ و عند هجر بيت اللّه ينقطع الربط و بانفصامه لا يمكن القيام بالقسط و المقاومة مع القسط (بالفتح) فحينئذ يحرم و يمنع خير الدنيا و الآخرة لان الكعبة عامل قيام الناس لدينهم و معاشهم حسب ما افاده مولانا الصادق عليه السلام 2فلذا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله «من اراد دنيا و آخرة فليؤم هذا البيت» 3اى من اراد ان ينال في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة حيث يقول رَبَّنٰا آتِنٰا فِي اَلدُّنْيٰا حَسَنَةً وَ فِي اَلْآخِرَةِ حَسَنَةً و هكذا يناجى ربه «فَقٰالُوا رَبَّنٰا آتِنٰا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَ هَيِّئْ لَنٰا مِنْ أَمْرِنٰا رَشَداً» .