138فالدين قيام و جهاد لا يحوم حوله القعود و العجز كما قال تعالى: «لَقَدْ أَرْسَلْنٰا رُسُلَنٰا بِالْبَيِّنٰاتِ وَ أَنْزَلْنٰا مَعَهُمُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْمِيزٰانَ لِيَقُومَ اَلنّٰاسُ بِالْقِسْطِ» 1حيث يدل على ان الهدف السامى للنبوة العامة السارية في سير الانبياء الذين يسيرون عليها و يدعون اليها انما هو قيام الناس بالقسط (بالكسر) و تحرزهم عن القسط (بالفتح) و اجلى مراتب القيام بالقسط هو التوحيد لان الشرك ظلم عظيم لا عدل فيه اصلا ثم سائر مراتبه في الاخلاق و الاعمال.
فاذا تبين ان الموعظة الالهية يتلخص في القيام للّه و ان غاية البعثة و الارسال و انزال الوحى هو قيام الناس بالقسط يلزم الغور الصادق في معتمد هذا القيام و في عمود هذه المقاومة و عماد هذه الاستقامة.
و الذى ورثناه من سلالة ابراهيم البانى لهذا البيت الحرام هو ان عامل قيام الناس و مقاومتهم تجاه الطغاة اللئام هو قيام الكعبة و حياتها و دوام امرها حيث قال «مولانا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام لا يزال الدين قائما ما قامت الكعبة» 2فحياة الكعبة هو حيوة الدين و بحياة الدين يحيى الناس و بخراب الكعبة و انهدامها و هجرها يموت الدين و بموته يموت الناس و الاصل في ذلك كله هو قوله تعالى: «جَعَلَ اَللّٰهُ اَلْكَعْبَةَ اَلْبَيْتَ اَلْحَرٰامَ قِيٰاماً لِلنّٰاسِ» 3حيث يدل على ان عمران الكعبة بالطواف حولها و الصلاة شطرها و الحج بمناسكها و جعلها قبلة يستقبل اليها في الشئون العبادية و نحوها هو العامل الهام لقيام الناس كما يدل على ان هدم الكعبة و هجرها بترك