261
و الزاد في كفّة عقل نظري
معرفة، في العملي التقوى ذر
أكرمكم أتقاكم، نسّاكه
أخلصكم أبهاكم، سلاّكه
راحلة الحجّة ذي اصطبار
في الارتياض ثمّ الاذّكار
كما الجمال يحتملن التعبا
سهرا ظمأ و عر وقر سغبا
يقنعن بالشوك و باليسير
ينقدن للكبير و الصغير
و لمّا كان المزاد غالبا ذا كفّتين يطرح على ظهر المركّب و يعلّق إحداهما على يمينه و الأخرى على يساره، مثّلنا العقل بمزاد ذي كفّتين، إحداهما العقل النظري و الأخرى العقل العملي، فقلنا:
(و الزاد في كفّة عقل نظريّ) هو (معرفة) و (في) كفّة العقل (العمليّ التقوى) -مفعول قدّم- (ذر، أكرمكم أتقاكم) -اقتباس من الوحي الإلهي إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اَللّٰهِ أَتْقٰاكُمْ [49/13]- (نسّاكه) -منادي- (أخلصكم) للّه (أبهاكم، سلاّكه) -منادي.
و أمّا (راحلة الحجّة ذي) أي هذه الحجّة القلبيّة المعنويّة فهي (اصطبار في الارتياض) و بعبارة أخرى هي الاستقامة، كما قال تعالى فَاسْتَقِمْ كَمٰا أُمِرْتَ [11/112]، فإنّ مدارج الكمال هي: الخطوة، و الحال، و الملكة، و الاستقامة، و بعبارة أخرى: التمكين، و الخلوص عن التلوين، (ثمّ الاذّكار) أي الاصطبار في الارتياض مع الذكر الدائم، و لا أقلّ من الكثير، كما قال اللّه تعالى في موضع وَ اَلذّٰاكِرِينَ اَللّٰهَ كَثِيراً وَ اَلذّٰاكِرٰاتِ [33/35].
ثمّ قلنا إنّ حال السالك لا بدّ أن يكون كحال الجمل في تحمّل المشاقّ في سبيل اللّه مشبّهين (كما الجمال) -جمع الجمل- (يحتملن التعبا: سهرا ظمأ و عر وقر 1) -بالإضافة- (سغبا، يقنعن بالشوك و باليسير) منه و من غيرهخبر