422ثمّ ذكر نحواً من ثلاثين ألفاً 1.
و مما ينبغي بيانه هاهنا أن الكتب السماوية التي في أيدي الناس لا ريب في كونها من كتب الضلال،بسبب ما دخلها من التحريف،و أما ما عند أهل البيت عليهم السلام من كتب الأنبياء السابقين فهي و إن كانت منسوخة قد انتهى أمد العمل بها،إلا أنها لا تشتمل على ضلال،لأن الله سبحانه لا يقول إلا الحق،و لا يُنْزل إلى الناس باطلاً.
قال صاحب الجواهر أعلى الله مقامه:ليس من كتب الضلال كتب الأنبياء السابقين،ما لم يكن فيها تحريف،إذ النسخ لا يُصيرها ضلالاً،و لذا كان بعضها عند أئمتنا عليهم السلام،و ربما أخرجوها لبعض أصحابهم،بل ما كان منها مثل الزبور و نحوه من أحسن كتب الرشاد،لأنها ليست إلا مواعظ و نحوها على حسب ما رأينا،و الله أعلم 2.
قلت:و قد ورد مثل ذلك في بعض أحاديث أهل السنة،فقد أخرج الآجري و غيره أن أبا ذر قال:قلت:يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم؟قال:كانت أمثالاً كلها:(أيها الملك المتسلّط المبتلى المغرور،إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض،و لكن بعثتك لتردّ عني دعوة المظلوم،فإني لا أردّها و لو كانت من فم كافر.و كان فيها أمثال:و على العاقل أن يكون له ثلاث ساعات،ساعة يناجي فيها ربّه،وساعة يحاسب فيها نفسه،يفكّر فيها في صنع الله عزَّ و جل إليه،وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم و المشرب،و على العاقل ألا يكون ظاعناً إلا في ثلاث:تزوُّد لمعاد،و مرمَّة لمعاش،و لذَّة في غير محرَّم،و على العاقل أن يكون بصيراً بزمانه،مقبلاً على شانه،حافظاً للسانه،و من عَدَّ كلامه من عمله قلَّ كلامه إلا فيما يعينه).قال:قلت:يا رسول الله فما كانت صحف موسى؟قال:كانت عِبَراً كلها:(عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح،و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف ينصب،و عجبت لمن رأى الدنيا و تقلّبها