421و الاحتجاج بالتوراة و الإنجيل على أهل تلك الملل جائز لا ضير فيه،فقد أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن عبد الله بن عمر(رض)أن اليهود جاءوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم برجل منهم و امرأة قد زنيا،فقال لهم:كيف تفعلون بمن زنى منكم؟قالوا:نُحمِّمُهما 1و نضربهما.فقال:لا تجدون في التوراة الرجم؟فقالوا:لا نجد فيها شيئاً.فقال لهم عبد الله بن سلام:كذبتم،فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين.فوضع مِدْراسها الذي يُدَرِّسها منهم كفَّه على آية الرجم،فقال:ما هذه؟فلما رأوا ذلك قالوا:هي آية الرجم.فأمر بهما فرجما قريباً من حيث موضع الجنائز عند المسجد،فرأيت صاحبها يجنأ عليها 2،يقيها الحجارة 3.
و لهذا أفتى مَن وقفنا على فتاواه من العلماء بجواز اقتناء التوراة و الإنجيل،بل كتب الضلال كلها لنقضها أو للاحتجاج بها على من يعتقد بها.
و عليه،فلعل اقتناء أهل البيت عليهم السلام لهذه الكتب كان لأجل هذه الغاية،فلا يستخرجون شيئاً منها إلا وقت الحاجة إليه،كما صنع الإمام عليه السلام مع بُريه.
و قد ورد ما يشهد لذلك في كتبهم،فقد أخرج أبو عمرو الداني في سُننه،عن ابن شوذب قال:إنما سُمّي المهدي لأنه يُهدَى إلى جبل من جبال الشام،يستخرج منه أسفار التوراة،يحاج بها اليهود،فيسلم على يديه جماعة من اليهود 4.
و عن كعب قال:إنما سُمّي المهدي لأنه يهدى إلى أسفار من أسفار التوراة،يستخرجها من جبال الشام،يدعو إليها اليهود فيسلم على تلك الكتب جماعة كثيرة،