56كيف أنت ولا إله إلاّ الله، فقال: يا رسول الله إنّما قالها متعوذاً تعوّذ بها. فقال له رسول الله(ص):
هلا شققت عن قلبه فنظرت إليه...، فأنزل الله خبر هذا. 1
وقد روى البغوي عن النبي(ص) أنّه قال: إذا رأيتم مسجداً أو سمعتم أذاناً فلا تقتلوا أحداً. 2
2. الوليد بن عقبة وتكفير بني المصطلق
روى المفسّرون أنّ رسول الله(ص) بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط في صدقات بني المصطلق فخرجوا يتلقونه فرحاً به، وكانت بينهم عداوة في الجاهلية، فظن أنّهم همّوا بقتله، فرجع إلى رسول الله(ص) وقال: إنّهم مَنَعُوا صدقاتهم، وكان الأمر بخلافه، فغضب النبي(ص) وهمّ أن يغزوهم، فنزل قوله تعالى: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جٰاءَكُمْ فٰاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهٰالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلىٰ مٰا فَعَلْتُمْ نٰادِمِينَ 3. 4
3. اعتراض ذي الخويصرة على النبي(ص)
روى عبد الله بن عمرو بن العاص قال: حضرت رسول الله(ص) حين كلّمه التميمي يوم حنين حيث قال: يا محمد قد رأيتُ ما صنعت في هذا اليوم، فقال رسول الله(ص): أجل، فكيف رأيت؟ فقال: لم أرك عدلت، قال: فغضب النبي(ص) ثم قال:
«ويحك! إذا لم يكن العدل عندي، فعند من يكون!» ، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، ألا أقتله؟ فقال:
«لا، دعه فإنّه سيكون له شيعة
يتعمّقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرميّة». 5
إلى هنا تمّ ما يشير إلى ظهور بادرة التكفير أو الاعتراض الملازم له في أوائل عصر الرسالة، وقد ظهرت في زمن الخلافة حوادث أُخرى نذكر منها ما يلي: