64النبي(صليالله عليه وآله وسلم) كتاب الله وعترته، كما ذكر في الخبر المشهور المتفق عليه، فلو كانت الرواية صحيحة لكان معنى قوله بالنصب اقتدوا بالذين من بعدي كتاب الله والعترة أبا بكر وعمر. 1
وهذا أقرب الوجوه لمعنى الحديث، إذ إنّ النبي صلى الله عليه و آله أوصى بالتمسك بالعترة في الخبر القطعي.
إنّ مخالفة الصحابة لأبي بكر وعمر معلوم ومسطور في كتب الحديث والسير، ومخالفة أبي بكر وعمر لبعضهما مما لا يخفى على باحث، فهل يأمر النبي الناس باتّباع المتناقضات؟!
و لا معنى لتخصيص الاقتداء بهما دون غيرهما، هذا مع أنّهما كانا يرجعان لسائر الصحابة في كثير من الأمور، حتى إنّ امرأة ردت على عمر وصححت له واعترف بخطئه، ولم يقل هو أو أبوبكر يوماً للناس أنتم مأمورون بالاقتداء بنا! ولو صحّ النصّ لاحتجّا به في السقيفة دون حديث «الأئمة من قريش» فهذا أقوى في تحقيق هدفهما.
هل يكفي الاقتداء بالشيخين لتحصيل النجاة؟! فالأشاعرة يدّعون تمسّكهم بالشيخين، والسلفية يدّعون ذلك، وكلّ طرف يتهّم الآخر بالضلال، لذا فلا يكفي التمسّك بهما لرفع الخلاف وتحصيل النجاة. وكيف يكون الاقتداء بهما وهما ميتان؟! واذا اختلفا بمن نقتدي؟! وهل يأمر النبي(صليالله عليه وآله) أمراً مطلقاً بإطاعة الشيخين وهما عرضة للخطأ؟! أم أنّ النص صدر في مناسبة خاصة، فعُمم لاحقاً ليضفي الشرعية على مذهبٍ ما؟!
كل هذه الأسئلة تدعونا للشكّ حول صدور هذا القول.
- كما أنّ الحديث لم يروه الشيخان وحسبه بذلك ضعفاً كما نقلنا سابقاً عن ابن عبدالبرّ.