48الأئمة يعدون على الأصابع حتى كان الرجل منهم لا يكاد يجد زوجة إمامية!»
وقال أيضاً: «إنّ معنى الظهور - ظاهرين على الحقّ - في الحديث هو البروز والمجاهرة لا التستر والتخفي».
فأجبته: إنّ البروز والمجاهرة من مصاديق الظهور، ولكن لا شكّ في أنّ الظهور يكون قبل كلّ شيء بامتلاك الحجّة والبرهان، ثم البروز والمجاهرة به إذا سمحت الظروف بذلك، وإلا ما الفائدة من البروز والمجاهرة دون امتلاك الحجّة والبرهان؟!
كما لا يمكن قبول معنى الظهور بأنّه فقط البروز والمجاهرة، فنبينا محمد(صليالله عليه وآله وسلم) قد تخفّى وستر دعوته أحياناً، فهل معنى هذا أنّه لم يكن ظاهراً على الحقّ؟!
قال العيني في باب لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ: قوله: «ظاهرين» أي غالبين على سائر الناس بالبرهان أو بالسنان. 1
إنّ حال الامامية يختلف كذلك حسب البلد الذي هم فيه، فالشيعة في لبنان بارزون ومجاهرون بدعوتهم لا يخشون أحداً، لقوتهم ووجود الحرية لديهم، بل حتى إنّهم مجاهدون ولا يخفى هذا على أحد. وفي بلاد أخرى أقليات متخفية من بطش ذوي السلطة، وظهور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة الاستكبار العالمي لا يخفى على أحد.
وفي قول الله تعالى: وَ نُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوٰارِثِينَ (القصص: 5)
فهل كان هؤلاء المستضعفين على الباطل قبل أن يمن الله عليهم ويجعلهم الوارثين؟!
أوليس هؤلاء هم أهل الله الظاهرين على الحقّ بالرغم من استضعافهم؟! فوصف