25على العرب لأنّ محمداً منها لا يعدّ لها فضل إلا به، وأصبحت العرب مُقرّة لهم بذلك، فلئن كانت العرب صدقت أنّ لها الفضل على العجم، وصدقت قريش أنّ لها الفضل على العرب لأنّ محمداً منها، إنّ لنا أهل البيت الفضل على قريش لأنّ محمداً منّا، فأصبحوا يأخذون بحقّنا ولا يأخذون لنا حقّاً، فهكذا أصبحنا إذا لم تعلم كيف أصبحنا». 1
وفي خير القرون أصبحت نساء بيت النبوة وموضع الرسالة أسارى. وفيها استبيحت مدينة الرسول (صلي الله عليه وآله وسلم) ثلاثة أيام لجيش يزيد، وافتضت ألف بكر من بنات الصحابة! وذُبح الأطفال والشيوخ، وضربت الكعبة بالمنجنيق حتى هدمت. فهل رأيت مثل هذا الشرّ في خير القرون؟!
فهل المطلوب منّا تعظيم تلك القرون بكلّ ما فيها من مآس؟! أم هل ينبغى لنا الاقتداء بأهل تلك القرون وبكلّ ما فعلوه؟!
ويوضح لنا الصحابي أنس بن مالك حال القرن الأول بقوله: لو أنّ رجلاً أدرك السلف الأول ثم بعث اليوم ما عرف من الاسلام شيئاً. 2
فكيف يكون حال القرن الثاني والثالث؟!
وقال مالك: وبلغني أنّ أبا هريرة تلى إِذٰا جٰاءَ نَصْرُ اللّٰهِ وَ الْفَتْحُ * وَ رَأَيْتَ النّٰاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللّٰهِ أَفْوٰاجاً فقال: والذي نفسي بيده أنّ الناس ليخرجون اليوم من دينهم أفواجاً كما دخلوا فيه أفواجاً. 3
ولو افترضنا صحة الحديث، فلا بد من فهمه من خلال معطيات وقرائن عديدة، والنصوص تفسر بعضها .