23إله غيره ما آمن مؤمن أفضل من إيمانٍ بغيبٍ، ثم قرأ: ( الم ذٰلِكَ الْكِتٰابُ لاٰ رَيْبَ فِيهِ ) إلى قوله تعالى ( يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ). 1
فهذا عبدالله بن مسعود يوضح لنا المسألة بما يتّفق مع القرآن.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أنّ رسول الله(صليالله عليه وسلم) أتى المقبرة فقال: «
السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنّا قد رأينا إخواننا »، قالوا: أو لسنا اخوانك يا رسول الله؟! قال: «
أنتم أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد ». 2
فإخوانه لم يأتوا بعد، ولا شكّ في أنّ صفة الأخوّة أفضل من صفة الصحبة التي جعلها لهم.
إذن، هناك آيات وأحاديث كثيرة تعارض حديث خير القرون، ولو افترضنا امكانية الجمع بين بعض الأحاديث وحديث خير القرون، فتبقى الآيتان اللتان عرضتهما هما الفيصل ونقدمهما، لأنّ النص القرآني قطعي الثبوت، وعليه يسقط حديث خير القرون .
لقد ذكر ابن عبد البرّ أنّ بعض الأجلاء من العلماء قد عارضوا حديث خير القرون،
قال: وقد عارض بعض الجلّة من العلماء قوله(صليالله عليه وسلم):
«خير الناس قرني» بقوله(عليهالسلام): «خير الناس من طال عمره وحسن عمله». 3
وليت ابن عبد البرّ ذكر أسماء هؤلاء العلماء! فكلامه يكشف لنا وجود خلاف قديم حول هذا الحديث.
لا شكّ في أنّ الإيمان بالنبي - مع عدم رؤيته - والثبات على دين الله مع كثرة الفتن وتكالب الأعداء هو أفضل بكثيرٍ من إيمان أولئك الذين رأوا المعجزات بأم عينهم، فكان