23
أولاً: الشروط السلبية
وهي عبارة عن القبائح التي يجب التنزه عنها، ويجمعها رذيلة الظلم، فلا بد من التنزه عن هذه الصفة السلبية لأنّها المانع الرئيسي من بلوغ الإنسان مرتبة الإمامة.
العهد لا يناله الظالم
أوضحت آية الإمامة صفة الذين لا ينالهم العهد الإلهي من ذريّة إبراهيم عليه السلام ، وهذه الصفة هي (الظلم)، ومن خلال نظرة سريعة على الكتاب العزيز نجده قد وصف ذريّة إبراهيم بأوصاف عديدة، فهو يصف إبراهيم عليه السلام بأنّه من المحسنين، وذريّته بأنّ منهم المحسن والظالم؛ حيث قال تعالى: (سَلاٰمٌ عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ كَذٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ... وَ بٰارَكْنٰا عَلَيْهِ وَ عَلىٰ إِسْحٰاقَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِمٰا مُحْسِنٌ وَ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ ) 1، فذرّية إبراهيم عليه السلام منقسمة الى: الظالم والمحسن.
كما وصفهم سبحانه في موضع آخر بأنّ منهم المهتدي والفاسق؛ إذ قال: (وَ لَقَدْ أَرْسَلْنٰا نُوحاً وَ إِبْرٰاهِيمَ وَ جَعَلْنٰا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتٰابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فٰاسِقُونَ) 2.
والفاسق هو الظالم؛ لقوله سبحانه: (فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً