20وأن يكون التوحيد الحقيقي الذي لا يشوبه شيء من الشرك أبداً، ليستحقّ الإشادة به في القرآن الكريم، وإلّا أفيمكن أن يريد به التوحيد الذي وصفه الله سبحانه بقوله: (وَ مٰا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّٰهِ إِلاّٰ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ) 1.
أضف إلى ذلك مقابلته بتوحيد إبراهيم عليه السلام ، وهو بلا شكّ توحيد حقيقي لم يخالطه أدنى شرك بالله العظيم، وهذا يعني أنّ الباقي في الأعقاب والذريّة هو ما كان يتمتّع به الخليل عليه السلام .
لكن يا تُرى من كان يتحلّى بمثل هذا التوحيد الحقيقي علماً وعملاً، ومن كان يحمل بين جوانحه ما يحمله شيخ الموحّدين، الذي (قٰالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قٰالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعٰالَمِينَ) 2؟ لا شكّ في أنّ هذا الشخص هو من ناله عهد الله تعالى من ذريّة ابراهيم عليه السلام ، حينما (قٰالَ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قٰالَ لاٰ يَنٰالُ عَهْدِي الظّٰالِمِينَ) ، ومن هنا يتّضح بقاء الإمامة التي جعلها الله تعالى لخليله إبراهيم ببقاء تلكم الكلمة المباركة في عقبه وذريّته إلى الأبد.
الثالث: قوله تعالى - حكاية عن دعاء إبراهيم عليه السلام : (وَ اجْعَلْ لِي لِسٰانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) 3، وهذه الآية المباركة بمعنى الآية المتقدّمة، فقد ذكروا في تفسيرها أنّها دعاء في أن يبعث الله تعالى