18
«لقد ختم الله بكتابكم الكتب، وختم بنبيكم الأنبياء» 1.
وعن أيوب بن الحر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
«إنّ الله عزّ ذكره ختم بنبيكم النبيين فلا نبي بعده أبداً، وختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده أبداً، وأنزل فيه تبيان كلّ شيءٍ وخلقكم وخلق السماوات والأرض ونبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم وأمر الجنة والنار وما أنتم صائرون إليه» 2، إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة في المورد.
لكن هل انقطعت الرابطة والسفارة بين السماء والأرض بختم النبوات والرسالات السماوية؟ من البديهي أنّ الوحي قد انقطع بختم النبوات والرسالات السماوية، لكنّ ذلك لا يعني بالضرورة انقطاع العلاقة بين السماء والأرض، بل من الملاحظ أنّ إمامة إبراهيم عليه السلام - وبغضّ النظر عن جميع معانيها - لمتتوقّف عنده، بل استمرّت في عقبه وذريّته من بعده، وهي باقية إلى يوم القيامة، ويدل على ذلك أمور:
الأوّل: دعاؤه عليه السلام عند منحه هذا المقام وطلبه لذريّته، فإنّ جواب الحقّ سبحانه له لم يكن بنفي ذلك نفياً قاطعاً، بل بأنّه (عهد)، وعهد الله تعالى لا ينال الظالمين، كما لم يخصّص (هذا المقام) لا في السؤال ولا في جوابه بالذريّة الصلبيّين وحدهم، بل