40كما تقدم في رواية صفوان بن يحيى ضمن جواب الإمام الرضا عليه السلام عن سؤال أبي قرّة حول رواية الرؤية، فقد أرتكز النصّ الشريف في نفي الرؤية وامتناعها إلى ثلاثة مرتكزات قرآنية، هي: (لا تدركه الأبصار)، و(لا يحيطون به علماً) و(ليس كمثله شيء)، كما أشار في ثناياه إلى القاعدة المعروفة في التعاطي مع الحديث وهو عرض النصّ الروائي على كتاب الله الكريم فإن خالفه فهو زخرف ويرمى به عرض الجدار.
وقد تخطّت الروايات الواردة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام حدود نفي الرؤية إلى بيان أسباب هذا النفي وامتناعه، كما في رواية إسماعيل بن الفضل، حيث قال:
سألت أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصادق عليهماالسلام عن الله تبارك وتعالى هل يُرى في المعاد؟ فقال: 1 «سبحان الله وتعالى عن ذلك علوّاً كبيراً، يابن الفضل إنّ الأبصار لا تدرك إلاّ ما له لون وكيفيّة، والله خالق الألوان والكيفيّة».
وعن أحمد بن إسحاق، قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام أسأله عن الرؤية وما اختلف فيه الناس، فكتب: «لا تجوز الرؤية، ما لم يكن بين الرائي والمرئي هواء [ لم ] ينفذه البصر، فإذا انقطع الهواء عن الرائي والمرئي لم تصح الرؤية، وكان في ذلك الاشتباه، لأنّ الرائي متى ساوى المرئي في السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الاشتباه وكان ذلك التشبيه، لأنّ الأسباب لا بدّ من اتصاله