23
من الأعضاء والأجزاء وحاصلاً في المكان والجهة، وقالوا: لو كان جسماً لكان مِثْلاً لسائر الأجسام فيلزم حصول الأمثال والأشباه له، وذلك باطل بصريح قوله تعالى:
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) » 1.
وقال السيد الطباطبائي: من الضروري الثابت بالضرورة من الكتاب والسنّة أنّ الله سبحانه وتعالى لا يوصف بصفة الأجسام، ولا ينعت بنعوت الممكنات ممّا يقضي بالحدوث ويلازم الفقر والحاجة والنقص، فقد قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) 2، وقال تعالى: (وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ) 3، وقال تعالى: (اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْء) 4، إلى غير ذلك من الآيات، وهي آيات محكمات ترجع إليها متشابهات القرآن، فما ورد من الآيات وظاهرها إسناد شيء من الصفات أو الأفعال الحادثة إليه تعالى، ينبغي أن يرجع إليها، ويفهم منها معنىً من المعاني لا ينافي صفاته العليا وأسماءه الحُسنى تبارك وتعالى» 5.
وهذا الأساس المتمثّل في أنّ المراد بالصفات السلبية هو إرجاعها بأجمعها إلى سلب العيب والنقص والعدم عنه سبحانه ممّا يشوب الممكنات، يتجلّى بوضوحٍ حين نتأمّل النصوص الروائية التي تتمحور حول الموضوع، فالهدف في هذه النصوص