22المغزى الذي ينتهي إليه النصّ أنّ سلب الصفات وإنْ تعدّد فهو يرجع بأجمعه إلى سلب واحد، وهو سلب الإمكان والفقر والنقص، فإذا سلبنا ذلك عن الله تعالى فقد أثبتنا له الغنى المطلق، وهو الغنيّ الحميد.
نعم، تعدّدت الحيثيّات في الصفات السلبية، فنقول: إنّ الله سبحانه لا يُرى ولا ندَّ له ولا ضدّ، ولا شريك له ولا مثيل، ولا مكان له ولا زمان، لأنّ مرجع ذلك إلى صفات إمكانية، وكلّ ما يتعلّق بالممكن من وجود أو كمال وجوديّ أو عدم فالله منزّه عنه.
وعلى هذا تصبح حصيلة القول أنّ الله سبحانه له صفات سلبية، وهو منزّه عن صفات الإمكان وما يلحق الممكن من الصفات.
وهذا الفهم له أساس قرآني، كما في قوله سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) 1، فهذه الآية تصوغ قاعدة أساسية مفادها أنّ الله تعالى يسلب عن نفسه هذه الصفة الأصلية المتمثِّلة في أنّه لا يوجد له مثل.
وربّما اتّضح هذا الأساس أكثر بالعودة إلى بعض الرؤى التفسيرية، ومن ذلك ما كتبه الرازي في ظلّ الآية، حيث قال:
احتجّ علماء التوحيد قديماً وحديثاً بهذه الآية في نفي كونه تعالى جسماً مركّباً