20تعالى الحسية وعدم إمكانها سواءفي الدُّنيا أو في البرزخ والآخرة، وهذه إشارة لبعض من هذه الأدلة:
أولاً: العقل
استدلّ على امتناع الرؤية وعدم إمكانها بوجوه متعدّدة من العقل ترجع جميعها إلى استلزام الرؤية للجسمية، وهي من صفاته تعالى السلبية، ومن هنا ينبغي الإشارة إلى حقيقة هذه الصفات قبل ذكر الوجوه العقلية الدالة على نفي الرؤية عنه تعالى:
قد ثبت في محله أنّه لا يمكن أن تُسلب الذات الإلهية عن أيّ وجود أو كمال وجوديّ، بل له تعالى من كلّ كمال أشرفه وأسماه وأكمله بمقتضى القاعدة القرآنية التي يقرّرها قوله سبحانه: (اللهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى) 1، فكلّ ما هو أحسن من وجود أو كمال وجوديّ فهو ثابت له سبحانه، فما في الوجود من كمال كالعلم والقدرة والحياة ونحوها من الصفات الكمالية، فهو ثابت لله تعالى على نحو يليق بقدسه وجماله.
وفي ضوء هذه القاعدة فإنّ كلّ ما يسلب عنه سبحانه من الصفات لا يمكن أن يرجع إلى وجود أو كمال وجوديّ، بل لابدّ أن يرجع إلى سلبٍ وإلى عدمٍ وإلى نقصٍ، فنحن في سلب