12 فقال: هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السلام :
«أفأعبد ما لاأرى؟»، فقال: وكيف تراه؟ فقال: «لا تراه العيون بمشاهدة العيان، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان» 1.
رؤية الله تعالى في القرآن الكريم
أطلق الله الرؤية وما يقرب منها معنى في موارد من كلامه وأثبتها، كقوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) 2، وقوله تعالى: (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) 3، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة المثبتة للرؤية وما في معناها قبال الآيات النافية لها كما في هذه الآية: (قَالَ لَنْ تَرَانِي) ، وقوله: (لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ) 4، وغير ذلك.
فهل المراد بالرؤية هو خصوص الادراك بالباصرة أو حصول العلم الضروري أيضاً سمي بها لمبالغة في الظهور ونحوه كما قيل؟
لا ريب أنّ الآيات تثبت أحد العلوم الضرورية، لكن الكلام يكمن في تشخيص حقيقة هذا العلم الضروري، فنحن لا نسمي كل علم ضروري رؤية، كما نعلم بوجود إبراهيم