11
الرؤية في اللغة والاصطلاح
الرؤية في الأصل من الإدراك، الذي يكون أحياناً بواسطة الآلة أو من دونها، قال الزبيدي: الرؤية - بالضم - إدراك المرئي، وذلك أضرب بحسب قوى النفس، الأول: النظر بالعين التي هي الحاسة وما يجري مجراها، ومن الأخير قوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ) 1، فالإدراك هنا أجري مجرى الرؤية بالحاسة، فإنّ الحاسة لا تصح على الله تعالى، ومن ذلك قوله: (يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ) 2، والثاني: بالوهم والتخيل نحو: أرى أنّ زيداً منطلق، والثالث: بالتفكر نحو: (إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ) 3، والرابع: بالقلب 4.
وقد استعمل بمعنى الرؤية بواسطة الحاسة في القرآن الكريم كما في قوله تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً) 5، فقد سألوا موسى عليه السلام أنْ يروا الله تعالى بالحاسة.
كما استعمل بمعنى الرؤية القلبية في الكلمات المأثورة عن الأمام أمير المؤمنين عليه السلام فمن كلام له وقد سأله ذعلب اليماني،