10
فوائد البحث وآثاره
إذا استثنينا بعض الاتجاهات الضيّقة والشاذّة فيكاد أن يكون هناك إجماع بين المسلمين على امتناع الرؤية، ومع ذلك فإنّ هذا الإجماع الغالب لم يمنع منتحلي الرؤية من عرض نظريتهم وسوق الأدلّة عليها نقلاً وعقلاً رغم معارضة الآخرين لهم الأمر الذي أدّى إلى اتّساع نطاق البحث حول المسألة تضرّعه إلى تشعبات كثيرة من قبيل: أَ يقتصر امتناع الرؤية على الدُّنيا أم يشمل البرزخ والآخرة أيضاً؟ هناك طائفة ذهبت إلى امتناع الرؤية في الدُّنيا إلاّ أنّها قالت بإمكانها في البرزخ والآخرة.
يُذكر أنّ السياق الذي اعتمدناه في البحث سيعفينا من متابعة تفاصيل المسألة والانجرار وراء تفريعاتها، فحيث سيجعل النقل كلمة الفصل في امتناع الرؤية دنياً وآخرة، ويعضده في ذلك البرهان والدليل العقلي، فلا معنى للكلام في التفصيلات والمسائل الفرعية.
نعم، لو كان للعقل والنقل موقف غير هذا، ولو ذهبا إلى إمكان الرؤية لكان من المنطقي معالجة فروع المسألة وما يترتّب عليها من تفاصيل، أمّا مع اجتماعهما على الامتناع فيكفينا متابعة الموضوع في إطار معال جة عامّة تقتصر على رؤوس النقاط دون التفاصيل.