22 فتكلموا فيها، ثم قال لهم بعد ذلك: (إنّه كان ألف نبي، ولكل نبي وصى، وكان علي وصي محمد)، ثم قال: (محمد خاتم الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء)، ثم قال بعد ذلك: (من أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ووثب علي وصي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وتناول أمر الأمة)، ثم قال لهم بعد ذلك: (إنّ عثمان أخذها بغير حقٍّ، وهذا وصي رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فانهضوا في هذا الأمر فحركوه، وابدؤوا بالطعن على أمرائكم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، تستميلوا الناس، وادعوهم إلى هذا الأمر)، فبثّ دعاته وكاتب من كان استفسد في الأمصار وكاتبوه، ودعوا في السر إلى ما عليه رأيهم، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم، ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك، ويكتب أهل كل مصر منهم إلى مصر آخر بما يصنعون، فيقرأه أولئك في أمصارهم وهؤلاء في أمصارهم، حتى تناولوا بذلك المدينة وأوسعوا الأرض إذاعةً، وهم يريدون غير ما يظهرون ويسرون غير ما يبدون، فيقول أهل كل مصر إنا لفي عافية مما ابتلى به هؤلاء؛ إلا أهل المدينة، فإنهم جاءهم ذلك عن جميع الأمصار، فقالوا: (إنّا لفي عافية مما فيه الناس)، وجامعه محمد وطلحة من هذا المكان، قالوا: (فأتوا عثمان فقالوا: يا أمير المؤمنين، أيأتيك عن الناس الذي يأتينا؟ قال: لا والله، ما جاءني