21 به في بعض أحداث التاريخ الإسلامي، وإليك إشارة مقتضبة لهذا الخلاف في أقوال الفريقين:
أقوال علماء السنة ومروياتهم
من خلال التتبع في النصوص السنية يمكن رصد القولين التاليين في المقام:
القول الأوّل: وهو القول المنقول من طريق سيف بن عمر
ويلاحظ المتأمل في خبر سيف بن عمر تضخيماً لشخصية ابن سبأ ومبالغة في دوره في بعض الأحداث الإسلامية وفي تأثيره على الواقع الاجتماعي والسياسي وحتى العقائدي للمسلمين. فقد روى الطبري (ت/ 310ه-) وابن عساكر (ت/ 571ه-) في تاريخيهما من طريق السري، عن شعيب، عن سيف، عن عطية، عن يزيد الفقعسي، أنّه قال: كان عبد الله بن سبأ يهودياً من أهل صنعاء، أمه سوداء، فأسلم زمان عثمان ثم تنقّل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم، فبدأ بالحجاز ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشام، فلم يقدر على ما يريد عند أحد من أهل الشام، فأخرجوه حتى أتى مصر فاعتمر فيهم، فقال لهم فيما يقول: (لعجب ممن يزعم أنّ عيسى يرجع ويكذب بأنّ محمداً يرجع وقد قال الله عز وجل: إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرٰادُّكَ إِلىٰ مَعٰادٍ فمحمد أحقّ بالرجوع من عيسى)، قال: فقبل ذلك عنه، ووضع لهم (الرجعة)