10وأي شيء أخطر من التكفير الذي يجعل كيان المسلمين فريسة سهلة سائغة للأعداء بما يقع بينهم من الفتن.
وممّا نلفت إليه نظر القارئ الكريم هو جذور التكفير في القرون الأُولى وإن كانت خفيفة لكنّها صارت نواة نامية في ثنايا القرن الأول.
1. أُسامة بن زيد والآية النازلة فيه
روي عن أُسامة بن زيد قال: بعثنا رسول اللهصلى الله عليه وآله إلى الحُرَقَةِ من جُهينة قال: فصبّحنا القوم فهزمناهم، قال: ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، قال: فلما غشيناه قال: لا إله إلاّ الله، قال: فكفّ عنه الأنصاري فطعنته بُرمحي حتى قتلته، قال: فلما قَدِمنا بلغ ذلك النبيّصلى الله عليه وآله قال فقال لي: «يا أُسامة أقتلته بعد ما قال: لا إله إلاّ الله، قال: قلت: يا رسول الله: إنّما كان متعوِّذاً. قال: أقتلته بعد ما قال: لا إله إلاّ الله، قال: فما زال يكررها عليّ حتّى تمنيّت أنّي لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم». 1