27 لكنّه في المصداق (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) 1.
ومن هنا ينبغي التمييز جيّداً بين فضاء المفاهيم وعالم المصاديق، وربما كان أحد معاني إخراجه سبحانه من حدّي التعطيل والتشبيه وسلوك الصراط السويّ في المعرفة التوحيدية هو أنّ المفهوم معلوم للإدراك البشري عبر الاشتراك المعنوي، والمصداق مجهول الكنه، لكن مع ذلك كلّه ثمّة تقييد في عالم المفاهيم ينبغي لنا مراعاته في الدائرة التوحيدية.
فلا ريب في أنّ المفاهيم التي تحكي عن نقصٍ، كمفهوم الجهل والعجز والموت والفقر لا تصدق على الواجب سبحانه وهو منزَّه عنها.
وكذا المفاهيم التي تحكي عن كمالٍ مرتبطٍ بمرتبةٍ من مراتب الوجود لا بكلّ مراتبه - نظير الحركة - فإذا ما قيس شيءٌ بشيءٍ آخر قيل هذا ساكن وهذا متحرِّك، وهذا الشخص متعلِّم وذاك غير متعلِّم، وهذه المرأة ولود وتلك عاقر، فالحركة والتعلّم والولادة هي مفاهيم كمالية تصف ممكنات وجودية في فضاء الوجود الممكن، لكن هذه المفاهيم لا تصلح للتعبير عن وجودات أعلا مرتبة كالملائكة، فلا توصف الملائكة أنّها ولودة إبرازاً لصفة كمالية فيها، إذ لا معنى للولادة في عالم الملائكة حتى تكون صفة كمالية وعكسها صفة نقص، بل لا يصلح استخدام