39بلادهم حرماً وبنيتهم ربّاً أو ربّة 1 فقال: إن كان كما تقولون قتلت مقاتليهم وسبيت ذرِّيّتهم وهدمت بنيتهم؛ قال: فسالت عيناه حتّى وقعتا على خدَّيه، قال: فدعى العلماء وأبناء الأنبياء فقال: انظروني وأخبروني لما أصابني هذا؟ قال: فأبوا أن يخبروه حتّى عزم عليهم قالوا: حدِّثنا بأيّ شيء حدَّثت نفسك؟ قال: حدّثت نفسي أن أقتل مقاتليهم وأسبي ذرّيّتهم وأهدم بنيتهم، فقالوا: إنّا لا نرى الّذي أصابك إلّا لذلك، قال: ولم هذا؟ قالوا: لأنَّ البلد حرم الله والبيت بيت الله وسكّانه ذرّيّة إبراهيم خليل الرّحمن، فقال: صدقتم فما مخرجي ممّا وقعت فيه؟ قالوا: تحدِّث نفسك بغير ذلك فعسى الله أن يردّ عليك، قال: فحدَّث نفسه بخير فرجعت حدقتاه حتّى ثبتتا مكانهما قال: فدعى بالقوم الّذين أشاروا عليه بهدمها فقتلهم، ثمَّ أتى البيت وكساه وأطعم الطعام ثلاثين يوماً كلُّ يوم مائة جزور 2 حتّى حملت الجفان 3 إلى السباع في رؤوس الجبال ونثرت الأعلاف 4في الأودية للوحوش، ثمَّ انصرف من مكّة إلى المدينة فأنزل بها قوماً من أهل اليمن من «غسّان» وهم الأنصار. في رواية اخرى كساه النطاع 5 وطيّبه. 6
57 وفي الفروع : عدَّةٌ من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن حمران؛ وهشام بن سالم، عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: لمّا أقبل صاحب الحبشة بالفيل يريد هدم الكعبة مرُّوا بإبل لعبد المطّلب فاستاقوها فتوجّه عبد المطّلب إلى صاحبهم يسأله ردَّ إبله عليه فاستأذن عليه فأذن له وقيل له: إنَّ هذا شريف قريش أو عظيم قريش وهو رجلٌ له عقلٌ ومروّة، فأكرمه وأدناه، ثمَّ قال لترجمانه: سله ما حاجتك، فقال له: إنَّ أصحابك مرُّوا بإبل لي فاستاقوها فأحببت أن تردَّها عليَّ، قال: فتعجّب من سؤاله إياه ردَّ الإِبل وقال: هذا الّذي