28إسماعيل إلى الطائف يمتار لأهله طعاماً 1 فنظرت إلى شيخ شعث 2 فسألها عن حالهم فأخبرته بحسن حال، فسألها عنه خاصّة 3 فأخبرته بحسن الدِّين وسألها ممّن أنت؟ فقالت: امرأة من حمير فسار إبراهيم ولم يلق إسماعيل وقد كتب إبراهيم كتاباً فقال: ادفعي هذا إلى بعلك، إذا أتى إن شاء الله، فقدم عليها إسماعيل فدفعت إليه الكتاب فقرأه فقال: أتدرين من هذا الشيخ؟ فقالت: لقد رأيته جميلاً فيه مشابهة منك، قال: ذاك إبراهيم فقالت: واسوءتاه منه فقال: ولم نظر إلى شيء من محاسنك؟ فقالت: لا ولكن خفت أن أكون قد قصّرت وقالت له المرأة وكانت عاقلة: فهلّا تعلّق على هذين البابين سترين ستراً من ههنا وستراً من ههنا؟ فقال لها: نعم فعملا لهما سترين طولهما اثنى عشر ذراعاً فعلّقا هما على البابين فاعجبهما ذلك، فقالت: فهلّا احوك 4 للكعبة ثياباً فتسترها كلّها فإنّ هذه الحجارة سمجة؟ 5 فقال لها إسماعيل: بلى فأسرعت في ذلك وبعثت إلى قومها بصوف كثير تستغزلهم.
قال أبو عبد الله(عليه السلام): وإنمّا وقع استغزال النسّاء من ذلك بعضهنَّ لبعض لذلك، قال: فأسرعت واستعانت في ذلك فكلّما فرغت من شقّة 6 علّقتها فجاء الموسم وقد بقي وجه من وجوه الكعبة فقالت لاسماعيل: كيف نصنع بهذا الوجه الّذي لم تدركه الكسوة فكسوه خصفاً 7 فجاءالموسم وجاءته العرب على حال ما كانت تأتيه فنظروا إلى أمر أعجبهم، فقالوا: ينبغي لعامل هذا البيت أن يهدى إليه فمن ثَمَّ وقع الهدي فأتى كلّ فخذ من العرب 8 بشيء يحمله من ورق ومن أشياء غير ذلك حتّى اجتمع شيء كثير فنزعوا ذلك الخصف