29وأتمّوا كسوة البيت وعلّقوا عليها بابين وكانت الكعبة ليست بمسقّفة فوضع إسماعيل فيها أعمدة مثل هذه الأعمدة الّتي ترون من خشب وسقّفها إسماعيل بالجرائد وسوَّاها بالطين فجاءت العرب من الحول فدخلوا الكعبة ورأوا عمارتها فقالوا: ينبغي لعامل هذا البيت أن يزاد فلمّا كان من قال جاءه الهدي فلم يدر إسماعيل كيف يصنع فأوحى الله عزَّوجلَّ إليه أن انحره وأطعمه الحاجّ قال: وشكا إسماعيل إلى إبراهيم قلّة الماء فأوحى الله عزَّوجلَّ إلى إبراهيم أن احتفر بئراً يكون منها شراب الحاجِّ فنزل جبرائيل(عليه السلام) فاحتفر قليبهم يعني زمزم حتّى ظهر ماؤها، ثمَّ قال جبرائيل(عليه السلام): أنزل يا إبراهيم فنزل بعد جبرائيل فقال: يا إبراهيم اضرب في أربع زوايا البئر وقل: بسم الله، قال: فضرب إبراهيم(عليه السلام) في الزاوية الّتي تلي البيت وقال: بسم الله فانفجرت عين، ثمَّ ضرب في الزاوية الثانية وقال: بسم الله فانفجرت عين، 1 ثمَّ ضرب في الثالثة قال: بسم الله فانفجرت عين، ثمَّ ضرب في الرابعة وقال: بسم الله فانفجرت عين وقال له جبرائيل: اشرب يا إبراهيم وادع لولدك فيها بالبركة وخرج إبراهيم(عليه السلام) وجبرائيل جميعاً من البئر فقال له: افض عليك يا إبراهيم وطف حول البيت فهذه سُقياً سقاها الله ولد إسماعيل فسار إبراهيم وشيّعه إسماعيل حتّى خرج من الحرم فذهب إبراهيم ورجع إسماعيل إلى الحرم. 2
33 وفي الفروع : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه؛ والحسين بن محمّد، عن عبدويه بن عامر؛ ومحمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعاً، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن عقبة بن بشير، عن أحدهما(عليه السلام) قال: إنَّ الله عزَّوجلَّ أمر إبراهيم ببناء الكعبة وأن يرفع قواعدها ويرى النّاس مناسكهم فبنى إبراهيم وإسماعيل البيت كلَّ يوم سافاً 3 حتّى انتهى إلى موضع الحَجَر الأسود. قال: أبو جعفر(عليه السلام) فنادى أبو قبيس إبراهيم(عليه السلام) إنَّ لك عندي وديعة