15
التكفير سلاح ذو حدّين
التكفير أعظم خطر على الأمّة الإسلامية، فهو عدوّها اللدود من الداخل، الذي أخذ على نفسه أن ينهش بجسدها حتّى يسقطها، ويحطّم جميع قواها؛ وذلك عند انعدام المناعة وأساليب المعالجة، وما أشدّه على المسلمين من خطر؛ إذ النتائج وخيمة، والعواقب أليمة، وهذا ليس بجديد عليكم لتنخدعوا به، بل هو واحد من أساليب النفاق الذي دبّ في وسط هذه الأمّة المرحومة، وما زالت فروعه وتدبّ في جسد الأمّة الإسلامية، ولكن في هذه المرّة بعناوين وأسماء منمقة ومزخرفة بأنواع الجواهر وأزهى الألوان البارقة، فعلى سبيل المثال، تجدوا بعضهم يطلقون على أنفسهم دعاة التوحيد، أو أهل التوحيد، وأهل السلف، ولكن التوحيد والسلف بريء منهم ومن أفعالهم الشنيعة التي يرتكبونها في كلّ يوم وليلة، من قتل الأبرياء وانتهاك الحرمات والمقدّسات، والتجاوز على حقوق الآخرين وحرياتهم، وسلب أموالهم، وغيرها من الأفعال المحرمة والقبائح والأفعال اللاإنسانية واللا أخلاقية، فضلاً عنها لا إسلامية ودينية!!
وبهذا يقوم التكفير بالقضاء على التوحيد بنفس دعائه له بهذه الطريقة البشعة، التي أوجبت تنفر الناس من الإسلام والمسلمين، حتّى أصبحوا لا يعرفون الإسلام إلّا وهو مقترن باسم الإرهاب والقتل والتكفير واستباحة الأموال والأعراض وانتهاك الحرمات، هذا ما يدعو إليه اليوم دعاة الوهابية عبر ما يسمّى بتنظيمها الإرهابي (القاعدة)، لو تسمع من وسائل الإعلام سوى ما تقوم به هذه الجماعة من عمليات إجرامية