61أنّ المؤلف يستدلّ بها على أنّ كلّ من بُعث النبيّ(صلى الله عليه و آله) لتزكيتهم قد بلغوا الكمال المطلوب، وتخلّوا عن طباعهم الجاهلية بالكامل!.
والاكثر عجباً أنَّ الآية تتحدّث عن «الأميّين» من العرب جميعاً، سواء الذين رأوا النبيّ والتقوه، أم الذين حرموا من شرف لقائه.
فلو قبلنا دلالة الآية على مدّعى المؤلف، فينبغي أن نقول: إنَّ كلَّ الأميّين في شبه الجزيرة العربيّة يومذاك بلغوا الكمال، وليس الصحابة وحدهم.
الحقّ أنّ النبيّ(صلى الله عليه و آله) شأنه شأن سائر الأنبياء، يهتدي بنوره فريق، ويظلّ فريق آخر، وأنَّ أغلب الناس عادةً ما يكونون من الفريق الثاني، كما قال تعالى: وَ قَلِيلٌ مِنْ عِبٰادِيَ الشَّكُورُ (سبأ: 13).
إذن الحكم المسبق الذي يصرّح به المؤلف بشأن الصحابة، وكونهم جميعاً ارتدوا لباس التقوى، هو الذي دعاه للاستدلال بهذه الآية، مع أنّها بعيدة تماماً عن