15اعلان البراءة من بعض الصحابة، ولكنّه في الحقيقة يسعى الى التشكيك في أصل التشيّع; لأنّه يتصوّر أنّ التشيّع يقوم على البراءة من الصحابة.
ولنقد هذا الموضوع، نقوم أوّلاً ببيان محور الاختلاف بين الشيعة والسنّة، ليتّضح أنّ لهذا الاختلاف جذوراً عقائدية وأساسيّة، وأنّه لا يقوم على أساس البراءة من بعض الأشخاص.
محور خلاف الفريقين
هذا النوع من البحث (حصر الخلاف في مسألة سلوكيّة)، ينمّ عن الجهل بمحور الخلاف الحقيقي بين المسلمين، لأنّ الخلاف ليس في البراءة من بعض الصحابة (لا كلّهم ولا جلّهم) ليمكن حلّ هذه المشكلة عن الطريق الذي اقترحه، وإنّما الاختلاف هو حول مسألة كلاميّة وجذريّة وهي: ما هي المرجعيّة السياسيّة والعلميّة بعد رحيل النبيّ الأكرم(صلى الله عليه و آله)؟ هل عيّن الرسول(صلى الله عليه و آله) هذه المرجعيّة قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى؟ أم هل ترك الأُمّة