56وقال: إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان - الحاكم - فاعلم أنّه صاحب هوى، وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنّه صاحب سنّة، وإذا رأيت الرجل يتعاهد الفرائض في جماعة مع السلطان وغيره فاعلم أنّه صاحب سنّة.
ولم يكتف البربهاري بما طرح في رسالته من نصوص لا تخرج عن كونها مجرّد آراء متطرّفة تفتقر إلى الدليل، بل بالغ في تطرّفه حين أوجب على المسلمين في ختام رسالته أن يقرّوا بمحتوياتها، ويؤمنوا بنصوصها ويتّخذوها إماماً لهم، وإلاّ سقطوا في براثن الهوى والضلال.
يقول البربهاري: فمَن أقرّ بما في هذا الكتاب وآمن به واتّخذه إماماً، ولم يشك في حرف منه، ولم يجحد حرفاً منه، فهو سنّة وجماعة، ومَن جحد حرفاً ممّا في هذا الكتاب، أو شكّ في حرفٍ منه، أو شكّ فيه أو وقف - أي: لم يشك ولم يُقِر - فهو صاحب هوى، ومَن جحد، أو شكّ في حرفٍ من القرآن، أو في شيءٍ جاء عن الرسول(ص) لقي الله مكذّباً.
وقد قدّم لنا البربهاري بكلامه هذا الدليل على غلو الحنابلة وتطرّفهم، وأنّ سنّتهم الدائمة هي الإرهاب.