50للإسلام، واعتبروا سواهم خارج دائرته، وهو ما برّر لهم مخاصمة المخالفين والعدوان عليهم.
والحق أنّ الحنابلة في الماضي أو الوهّابييّن في الحاضر لا يتميّزون بشيءٍ على مَن سواهم من أهل السنّة أو الاتّجاهات الأُخرى، بل العكس هو الصحيح أنّ الآخرين هم الذين يتميّزون عليهم بتقديمهم كتاب الله على الروايات واحترامهم للعقل.
وفكرة القيمومة على الآخرين والوصاية على الدين التي تبنّوها هي أساس تطرّفهم في مواجهة الآخر، وهي نابعة من السياسة لا من الدين، فقد أعطاهم الحكّام الفرصة للتمكّن والانتشار والسيادة على الآخر في بعض الفترات الزمنية، والتي أدّت إلى تقوقع التيّارات الأُخرى وانعزالها، ممّا جعلهم يتصوّرون أنّهم أصحاب الحق المطلق والوحيد للدين.
ولولا دعم آل سعود للوهّابيّين ما كان يمكن أن يكون لهم صوت أو وجود بين المسلمين.
نص الرسالة
يقول المحقّق: هذا الكتاب يظهر للقارئ من خلال قراءته أهمّيّته وجودته، فقد قرّب مفاهيم العقيدة السلفية للناس بأُسلوب سهل وميسّر، وأظهر نصرة السنّة ومحاربة البِدعة، وشدّد الإنكار على أهل الأهواء المضلّة، وخلّصه من دنس علم الكلام، غير أنّ كلّ عمل بشري لا يخلو من نقص.
وكتاب البربهاري يسوق القضايا العقدية مجرّدة من الدليل في الغالب، ثمّ يثني على كتابه هذا إلى حدّ الإلزام به، وهذا أمر غير مقبول منه، فهدى السلف عدم إطراء أنفسهم.
ونحن نتقدّم بالشكر للمحقّق على هذه الرؤية النقدية المتحفّظة التي كشفت لنا عورة هذه الرسالة قبل الخوض فيها والاطّلاع على نصوصها.
يبدأ البربهاري بقوله: اعلم أنّ الإسلام هو السنّة، والسنّة هي الإسلام، ولا يقوم