51أحدهما إلاّ بالآخر، فمن السنّة لزوم الجماعة ومَن رغب في غير الجماعة وفارقها فقد خلع رِبْقَة الإسلام من عنقه، وكان ضالاً مضلاً، والأساس الذي بيّنا عليه الجماعة هم أصحاب محمّد(ص) وهم أهل السنّة والجماعة، فمن لم يأخذ عنهم فقد ضلّ عنهم وابتدع وكلّ بدعة ضلالة، والضلالة وأهلها في النار.
فمَن خالف أصحاب رسول الله في شيء من أمر الدين فقد كفر.
وكان الأجدر بالبربهاري أن يقول: إنّ الإسلام هو القرآن، والقرآن هو الإسلام، لا أن يربط الإسلام بمصدر هو محلّ خلافٍ بين المسلمين.
إلاّ أنّ المقصود بهذا الكلام هو ربط الإسلام بالحنابلة وربط الحنابلة بالإسلام.
المقصود هو إسلام الحنابلة الذي يقوم على الروايات والآثار لا على نصوص القرآن.
كذلك الجماعة المقصود بها هنا جماعة الحنابلة التي يريد البربهاري أن يوحى للقارئ أنّها امتداد للصحابة والرسول(ص).
وربط الدين بالصحابة فكرة سياسية موجّهة إلى قطّاع معيّن من الصحابة من أصحاب التوجّه القبلي الذي استمدّ منهم الحكّام مشروعيّتهم، وليس إلى الصحابة أصحاب التوجّه النبوي الذين ساروا وفق خطّ الرسول(ص) وناصروا أهل البيت:.
المقصود بهم: أبوبكر، وعمر، وعثمان، ومعاوية، ومَن سار في ركابهم، وليس المقصود بهم: علي، وعمار، وأبو ذر، وسلمان، ومَن سار في ركابهم.
والحنابلة الذين قدّسوا الرواية إنّما يستمدّون رواياتهم من الجانب القبلي الذي رسم لهم سنّة رسول الله(ص) بما يخدم توجّهاتهم ومصالحهم، فمن ثمّ تُعدّ أيّة محاولة للمساس بهذا الجانب ردّة عن الدين في منظور الحنابلة؛ لكونها سوف تؤدّي إلى هدم مذهبهم الذي يقوم على هذه الروايات والذي يتصوّرون أنّه الدين.
وهو ما يبدو لنا بوضوح من خلال قول البربهاري: فمَن خالف أصحاب رسولالله في شيء من أمر الدين فقد كفر.
ولكن ما هو الدليل الشرعي على هذه الفتوى البربهارية الإرهابية؟