48ضمن الجزء الثاني من كتاب طبقات الحنابلة.
أمّا البربهاري فقد ارتبط بالعديد من الفتن والحوادث التي وقعت في زمانه، وكان دوره فيها هو تحريض الحنابلة على البطش بالآخرين من خصومهم، والتي كانت تصل إلى حدّ إحراق البيوت وتحطيم الحوانيت وتعطيل الأسواق، بالإضافة إلى إراقة الدماء.
وهو ما أدّى بالخليفة القادر العبّاسي إلى التدخّل والقبض على البربهاري وجماعته، إلاّ أنّه فرّ من بغداد بعد القبض على العديد من أتباعه.
وبعد الإطاحة بالقاهر جاء الراضي فطارد الحنابلة ونودي في الطرقات ببغداد: أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان فاستتروا عن الأنظار، واختفى البربهاري حتّى توفّي.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: لماذا يقوم الوهّابيون بنشر رسالة البربهاري هذا وتاريخه يشهد بالتطرّف والإرهاب؟
والجواب هو أنّ البربهاري على شاكلتهم ومن طينتهم، وكلّ إناءٍ ينضح بما فيه.
ولو كان الوهّابيّون أصحاب عقل وفكر مستقيم لما التفتوا إلى مثل هذه الرسالة المتطرّفة الفارغة، لكنّ الاعوجاج طبيعتهم، والتطرّف سبيلهم، والسطحية نِحلتهم.
رسالة البربهاري
ويصر الوهّابيّون على ادّعاء أنّهم يمثّلون أهل السنّة، وأنّهم الفرقة الناجية من النار التي تجمع القلوب على معتقد رسول الله(ص)؛ من هنا اعتبر الوهّابيّون أنّ المخالف لهم يُعدّ من أهل الأهواء والبِدَع والملل والنحل الضالّة.
يقول محقّق الرسالة في مقدّمته: وكان من أوّل علامة الخذلان والضياع للفرق