47
البربهاري
كانت سنّة الوهّابيّين دائماً هي البحث والتنقيب عن التراث الحنبلي الشاذ الذي ضُرب في زمانه واندثر وانتهى أمره، مثل: تراث ابن تيمية وتلميذيه ابن القيّم وابن كثير، وغيرهم من الحنابلة المتطرّفين.
ومن بين كتب الحنابلة التي اكتشفها الوهّابيّون مؤخّراً رسالة صغيرة لواحد من أئمّة الحنابلة المتطرّفين في زمانه، وهو الحسن البربهاري (ت329ه) كانت من بين المخطوطات المصوّرة بمكتبة جامعة أُمّ القرى، وهي برواية غلام خليل المشهور بالكذب ووضع الحديث عند الفقهاء (ت275ه).
وقد يثير هذا الأمر الشك في صلة غلام بالبربهاري لوفاته قبله بأكثر من نصف قرن، لكنّ هذا الشك سرعان ما يزول إذا ما تبيّن لنا أنّ البربهاري عاش أكثر من تسعين سنة.
إلاّ أنّ محقّق الرسالة الوهّابي وهو مدرّس في قسم العقيدة بجامعة أُمّ القرى ينفي صلة غلام بالبربهاري، ويقول: فإذا كان هذا هو حال الرجل في الكذب على رسولالله(ص) فلماذا لا يكون من باب أولى أن يكذب على الناس وأن يسرق جهود العلماء وينسبها إلى نفسه خاصّة وأنّه كان من المعاصرين للبربهاري؟
وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ رسالة البربهاري، التي سوف نعرض لها هنا، مطبوعة