9
يارسول الله أنا فلان، وقال هذا: يا رسول الله أنا فلان، وقال هذا: يا رسولالله أنا فلان، فأقول: قد عرفتكم، ولكنّكم أحدثتم بعدي ورجعتم القهقرى» . 1
وقوله(ص) لشهداء أحد:
«هؤلاء أشهد عليهم، فقال أبو بكر: ألسنا يا رسول الله إخوانهم، أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا؟! فقال رسول الله(ص): بلى، ولكن لاأدري ما تحدثون بع
دي!!!» . 2
فالشيعة تقتدي بالصحابة الصلحاء المتّقين، الذين آمنوا بالله ورسوله وماتوا وهم على يقين مما هم عليه، كعثمان بن مظعون الذي عقدنا لأجله هذه الرسالة الوجيزة، حتّى نتعرّف على جوانب من حياته، ونجعلها قدوة نقتدي بها.
فإنّ الشيعة مطبقة على عدالته ووثاقته، وجعله في أعلى مرتبة الصالحين والمتقين، ومن الذين أبلوا بلاءً حسناً في صدر الإسلام، وجاهدوا بكلّ ما لديهم من قوّة لأجل إعلاء كلمة الإسلام، حتى قال الشيخ المامقاني: فالرجل فوق مرتبة الوثاقة والعدالة. 3
وحاولت في هذه الرسالة أن أعتمد على مصادر الفريقين، ليخرج البحث متكاملاً.
إسمه ونسبه وصفته
عثمان بن مظعون - بالظاء المعجمة - بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب، الجُمحي القرشي، ويكنّى أبا السائب. 4
وكان شديد الأدمة، ليس بالقصير ولا بالطويل، كبير اللحية، عريضها. 5