48أنت، ونعم الخليل....
ولمّا وصلتُ مسجد رسول الله(ص) في المدينة إذ الخليفة يلقي كلمته، فلمّا رآني قال: ألا إنه قد قدمت عليكم دويبة سوء من يمشي على طعامه يقيء ويسلح.
فقلت: لستُ كذلك، ولكنّي صاحب رسول الله(ص) يوم بدر ويوم بيعة الرضوان.
وقد أثار كلام الخليفة أمّ المؤمنين عائشة فقالت: أي عثمان، أتقول هذا لصاحب رسول الله؟
فقال لها: أسكتي.
ثمّ أمر بإخراجي من المسجد، فضربتُ وأُخرجت.
ومنع عطائي سنتين، وأمر بمقاطعتي، ولم يأذن لي بمغادرة المدينة.
وتوجه عليّ(ع) نحو الخليفة قائلا:
يا عثمان، أتفعل هذا بصاحب رسول الله(ص) بقول الوليد بن عُقبة؟
فقال: ما بقول الوليد فعلتُ هذا، ولكن وجهتُ زبيد بن الصلت الكندي إلى الكوفة، فقال له ابن مسعود: إنّ دم عثمان حلال فردّ عليه عليّ(ع): أحلت على زبيد على غير ثقة.
ثمّ حملني علي(ع) إلى منزله، فقام برعايتي وتعاهدني حتّى شفيتُ من آثار ضربهم لي.
ولما مرضتُ مرضي الذي متّ فيه، دخل عليّ الخليفة عائداً، وقال لي:
ما تشتكي؟
فقلت: ذنوبي.
فقال: فما تشتهي؟
فقلت: رحمة ربي.
قال: ألا أدعو لك طبيباً؟
قلتُ: الطبيب أمرضني.
قال: آمر لك بعطائك؟