17فمضى إلى الوليد بن المغيرة، فقال له: يا أبا عبد شمس، وفَت ذمّتك، وقد كنتُ في جوارك، وقد أحببت أن أخرج منه إلى رسول الله(ص)، فلي به وأصحابه أسوة.
فقال الوليد: فلعلك يا بن أخي أوذيتَ أو انتهكتَ؟
قال عثمان: لا، ولكن أرضى بجوار الله ولا أريد أن أستجير بغيره.
قال: فانطلق إلى المسجد فاردد عليّ جواري علانية كما أجرتُك علانية.
فانطلقا، حتّى أتيا المسجد.
فقال لهم الوليد: هذا عثمان قد جاء يرد عليّ جواري، فقال عثمان: قد صدق، قد وجدته وفياً كريم الجوار، ولكني أحببت أن لا أستجير بغيرالله، فقد رددت عليه جواره. 1
ومرّ عثمان بن مظعون بمجلس من قريش، ولبيد بن ربيعة بن مالك بن كلاب القيسي ينشدهم: «ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل».
فقال عثمان: صدقت.
فقال لبيد: «وكلُّ نعيم لا محالة زائلُ».
فقال عثمان: كذبت، نعيم الجنة لا يزول أبداً.
فقال لبيد: يا معشر قريش، والله ما كان يؤذى جليسكم، فمتى حدث هذا فيكم؟
فقال رجل: إنّ هذا سفيه من سفهائنا قد فارق ديننا، فلا تجدن في نفسك من قوله.
فردّ عليه عثمان، فقام إليه ذلك الرجل، فلطم عينه فخضرها.
فقال الوليد بن المغيرة لعثمان: إن كانت عينك لغنية عمّا أصابها، لِمَ رددت جواري؟
فقال عثمان: بل والله إنّ عيني الصحيحة لفقيرة لمثل ما أصاب أختها في الله، لا حاجة لي في جوارك.
وفي بعض المصادر:
فقال الوليد: هل لك في جواري؟