22دفنها بهذا الدعاء: «الله الذي يُحيي ويُميت وهو حيٌّ لا يموت، اغفر لأُمّي فاطمة بنت أسد ووسّع عليها مدخلها بحقّ نبيّك والأنبياء الذين من قبلي». 1
5 - رُوي عن عمر بن الخطّاب أنّ رسول الله (صلى الله عليه و آله) قال: «لم-ا اقترف آدمُ الخطيئةَ، قال: يا ربّ، أسألكَ بحقّ محمّد إلا غفرتَ لي». 2
الأحاديث التي ذكرناها هنا هي أمثلة على جواز التوسّل بأولياء الله تعالى وأنبيائه، وقد نُقلت بأسانيد عديدة معظمها صحيحة، فهي تتضمّن بيان حقائق دامغة لمخالفي التوسّل لتأكيدها على حسنه ورجحانه وذلك لأنّه يزيد في تقرّب السائل من ربّ العزّة والجلالة. فحتّى رسول الله (صلى الله عليه و آله) نفسه قد توسّل إلى الله بنبوّته وبسائر الأنبياء وعلّم المسلمين ذلك، إذ أوصاهم بأن يتوسّلوا بعباد الله المقرّبين عند الدعاء وطلب الحوائج.
وتجدر الإشارة إلى أنّ التوسّل بالأنبياء والأولياء ممكنٌ في كلّ زمانٍ، أي أثناء حياتهم وبعد مماتهم، لأنّ المتوسّل بهم في الحقيقة يسأل الله بحقّ منزلتهم عنده ويجعلها وسيلةً للتقرّب إليه تعالى، ومن البديهيّ أنّ منزلة خير خلق الله لا تزول أبداً سواء أكان حيّاً أم ميّتاً، لأنّ الله قد أكرمهم بها في الحياة الدنيويّة والبرزخيّة وفي الحياة الأُخرويّة أيضاً. وبالطبع فإنّ العبد لا يتوسّل بقدرة الأنبياء والأولياء الجسديّة والظاهريّة لكي يُقال إنّه بعد موتهم سوف ينتفي موضوع التوسّل، بل المقصود توسّله بمنزلتهم التي لا تزول وبشأنهم الرّفيع عند البارئ جلّ وعلا؛ لذلك نلاحظ أنّ رسولنا الكريم (صلى الله عليه و آله) قد توسّل بأنبياء الله السالفين، ورُوي أيضاً أنّ آدم قد توسّل برسولنا الكريم (صلى الله عليه و آله) وسأل الله