24 يرفع القبر شيئاً حتى يُعلم أنه قبر، وادعى القاضي حسين اتفاق أصحاب الشافعي على التسنيم، ورد عليه بأن جماعة من قدماء الشافعية استحبوا التسطيح، كما نص عليه الشافعي، وبه جزم الماوردي وآخرون. وفي (التوضيح): وقال الشافعي: تسطح القبور ولا تبنى ولاترفع وتكون على وجه الأرض نحوا من شبر. قال: بلغنا أن النبي (ص) سطح قبر إبنه إبراهيم عليه السلام ووضع عليه الحصباء ورش عليه الماء 1 وأن مقبرة الأنصار والمهاجرين مسطحة قبورهم، وروي عن مالك مثله واحتج الشافعي أيضاًُ بما روى الترمذي عن أبي الهياج الأسدي (واسمه حيان): قال لي عليّ: ألا أبعثك على ما بلغني عليه رسول الله (ص) : (أن لاأدع قبراً مشرفاً إلا سويته، ولا تمثالا إلا طمسته) 2.
وكما جاء في سنن أبي داود: (حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن أبي فديك، أخبرني عمرو بن عثمان بن هاني، عن القاسم، قال: دخلت على عائشة فقلت: يا أمه، اكشفي لي عن قبر النبي (ص) وصاحبيهِ، فكشفتْ لي عن ثلاثة قبورٍ لا مشرفة ولا لاطئة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء قال أبو علي: يقال إن رسول الله (ص) مُقدم 3.
وفي (المغني): واختار التسنيم أبو علي الطبري وأبو علي بن أبي هريرة والجويني والغزالي والروياني و السرخسي، وذكر القاضي حسين اتفاقهم عليه، ثم فسر حديث الترمذي أن المراد من المشرفة والمذكورة فيه (الحديث) هي المبنية التي يطلب بها المباهاة 4.
ثم نقل قول السرخسي: أن التربيع من شعار الرافضة، وقال ابن قدامه: التسطيح هو شعار أهل البدع فكان مكروهاً.
وقد حكى الشوكاني في نيل الأوطار قريب من هذا الكلام وذكر في زمن أمارة خلافة عمر بن عبد العزيز على المدينة بُني القبر من قبل الوليد بن عبد الملك وصيروها مرتفعة 5.