16 عن السماء من الأنبياء و والأوصياء كما ورد إطلاق لفظ الآية على النبي عيسى بن مريم قال تعالى: «(وَ جَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَ أُمَّهُ آيَةً) 1» . 
  كما أن التعبير في الآية (وَ اسْتَكْبَرُوا عَنْهٰا) هو تضمين معنى الصد عنها في معنى الاستكبار وهذا التعبير بعينه قد استعملهُ القرآن الكريم في قصة إبليس مع آدم كما ورد «أَبىٰ وَ اسْتَكْبَرَ» . 
  كما سيأتي التعبير عن موقف المنافقين مع سيد الأنبياء في قوله تعالى: «وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمْ تَعٰالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللّٰهِ لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ وَ رَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ» 2 فهذه الآية تنذرُ بالتهديد في التكذيب الذي يقابل التصديق وتنذرُ في الاستكبار الذي يقابل الخضوع والتوجه. 
  إنّ كلا من هذين الفعلين (التكذيب والاستكبار) يسدُ أبواب السماء عن صعود إيمان العبد وعمله إلى الله وأن المفتاح لأبواب السماء ولوفود عقيدة العبد وعمله إلى الله (الحضرة الإلهية) هو ليس صرف الإيمان بالحجج الإلهية بل لا بد من الخضوع إليها والتوجه بها والإقبال عليها وبالتالي التوسل بها إلى الله. 
  إذ قد بينت الآيات أن كلا من العقيدة والعمل الصالح لابد من ارتفاعه إلى الله في مقام القبول كما في قوله تعالى: «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصّٰالِحُ يَرْفَعُهُ» 3. 
  فهذه الآية تبين كون الصد عن حجج الله وعدم التوجه بهم إلى الله يحبط ويخلّ بالإيمان فضلاً عن العبادات والأعمال. 
  وعلماء الإمامية رضوان الله تعالى عليهم وان كانوا قد نبهَوا على شرطية ولاية أهل البيت عليهم السلام في الإيمان والعبادات والأعمال إلا أن الظاهر من هذا التعبير هو خصوص الإيمان بأهل البيت عليهم السلام ولكن الصحيح عدم الاقتصار على استفادة شرطية الإيمان من