17 الأدلة بل لابدّ أن ينضم إليه شرطية ولايتهم بدرجة التوسل والتوجه بهم إلى الله عز وجل، فإن صرف الإيمان بهم من دون توليهم في أنحاء الولاء الأخرى ومن دون الارتباط بهم والتوسل والإتِباع والانتهاج بهم لا يحقق الشرط من ولايتهم الذي هو ركن الإيمان وصحة الأعمال والعبادات. 
  ويدل على ذلك قوله تعالى في صفة المنافقين في الآية السابقة بأن سلب الإيمان عن المنافقين بصدهم عن التوجه برسول الله (ص) في مقام التوبة، فهذه الآية مبنية لركنية التوسل بالنبي (ص) والتوجه به إلى الله في تحقق الإيمان مضافاً إلى بيانها لشرطية التوسل بالنبي (ص) والاستشفاع به في حصول التوبة والإنابة إلى الله عز وجل، ومنه يتضح دلالة الآيات الواردة في إبليس ورفضه الانقياد لأمر الله عز وجل بالسجود لآدم والتوجه به إلى الله مما أوجب حبط إيمان إبليس بالله واليوم الآخر. 
  وكذلك قوله تعالى: «وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جٰاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّٰهَ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّٰهَ تَوّٰاباً رَحِيماً» 1. 
  حيث اشترطتْ الآية أربعة شروط بنحو الترتيب الشرطي وجعلت الأول منها: هو التوجه واللوذ والاستغاثة بحضرة النبي (ص) إلى الله تعالى. 
  
    الشرط الثاني:  وقوعاً وترتيباً هو استغفار المذنب. 
  
    الشرط الثالث:  تشفع النبي (ص) وشفاعته في توبة مذنبي الأمة عند الله. 
  
    الشرط الرابع:  نفس الترتيب وهو شرط مثل الترتيب في أفعال الصلاة إن أتى بالركوع قبل القراءة فإنه يبطل الصلاة. 
  فهذه الآية سنة ٌإلهية إلى يوم القيامة شأنها شأن بقية الآيات والفرائض المتعلقة بالنبي (ص) أو ذات الارتباط بالنبي (ص) فقد جاء في قوله تعالى: «يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ» 2.