8وأبرز هذه الموانع هي الآثار التي تتركها الذنوب والمعاصي على القلب بمختلف الأشكال المعبّر عنها بالزيغ والرين والأدران.
وبمقدار وجود الحواجز بين القلب والعلم يقلّ مقدار انتفاع الإنسان من نور العلم؛ لأنّ العلم لا يترك أثره في القلب إلاّ بمقدار طهارة القلب من الأدران والشوائب.
ولهذا نجد أشخاصاً لديهم «العلم» بوجود اللّه وصفاته، ولكنّهم في مقام «العمل» لا فرق بين عملهم وعمل الجاحدين بوجود اللّه عزّ وجلّ.
بل قد نجد أشخاصاً يحملون قبساً من نور العلم ويضيئون به الدرب للآخرين، ولكنّهم لا ينتفعون من هذا النور أبداً؛ لأنّ قلوبهم تعيش في الظلام نتيجة وقوعها في أسر حجب الأهواء والشهوات وتلوّثها بأدران الشوائب.
والسبيل لإزالة هذه الأدران والشوائب هو تهذيب النفس في الواقع العملي وكبح جماحها أمام مغريات الحياة.
وعموماً؛ فليس العلم هدفاً بالذات، وإنّما هو وسيلة يتقرّب به الإنسان إلى كماله الحقيقي.
والعلم الذي لا يترك أثره المطلوب فإنّه يعدّ مجرّد مفاهيم يختزنها الإنسان في ذهنه في الدنيا، وسيكون هذا العلم وبالاً وحجّة عليه في الآخرة.
والهدف الحقيقي - في الواقع - هو بلوغ مرحلة البصيرة والارتواء من معين الإيمان بالله تعالى، والنهوض بكلّ حيوية نحو حياة مفعمة بتقوى الله عزّوجلّ.
علاء الحسّون