7
مقدّمة المؤلّف
كلّما يكون الإنسان «أعلم» بمسائل التوحيد فإنّه سيكون «أقدر» على توسيع آفاق رؤيته الكونية، وارتقاء مستواه الديني في الصعيد الفكري والمعرفي، وامتلاك العقيدة الدينية الحقّة.
ولهذا تمّ تأليف هذا الكتاب، فإنّه كتاب يستهدف بيان عقيدة أتباع مذهب أهل البيت: حول الأصل الأوّل من أصول الدين.
وقد حاولت في هذه الدراسة بيان المعلومات العقائدية المرتبطة بالتوحيد بصورة شاملة وميسّرة وعلى شكل فقرات موجزة وتقسيمات واضحة تستهدف مساعدة القارئ على امتلاك عقيدة توحيدية ذات قواعد معرفية متينة وبنية علمية رصينة.
ومن الأُمور المهمّة التي أودّ الإشارة إليها في هذه المقدّمة أنّ الشعور بالتعطّش إلى الحقائق المرتبطة بالتوحيد هو الذي يدفع الإنسان نحو البحث عن هذه الحقائق، أمّا الذي يعيش حالة الاستغناء المعرفي - ولا سيما نتيجة الرغبة في البقاء على الموروث العقائدي - فإنّه لا يشعر بالحاجة نحو هذه البحوث ولا يجد في نفسه الدافع والمحفّز للانجذاب نحوها.
والأمر الآخر الذي أودّ الإشارة إليه أنّ مضامين هذا الكتاب لا تمنح القارئ إلاّ «العلم» بالحقائق المرتبطة بالتوحيد.
و«العلم» لا يشكّل العلّة التامّة لنيل البصيرة، وإنّما هو جزء العلّة، والجزء الآخر هو ارتفاع الموانع عن القلب.