8 المشاركة الجماهيرية في المواساة لأهل البيت(عليهم السلام).
وهذا ما نلمسه في نصوص أهل البيت(عليهم السلام) الطافحة في التأكيد على هذا المعنى بصورة واضحة، من خلال الحثّ على المواساة والحُزن في مصابهم.
ومن هنا كانت هذه الشعائر تُمثِّل أحد الأعمدة التي يقوم عليها المذهب، جنباً إلى جنب مع المرجعية التي تمثِّل الإدارة والعقل الموجِّه، في حين أنَّ الشعائر تمثِّل العنصر الجامع والموحِّد بين أبناء المذهب، على اختلاف جنسياتهم وقومياتهم.
سِرُّ القوَّة فى تأثير الشعائر الحسينية
لا يخفى أنَّ سر القوة في تأثير الشعائر الحسينية هو أنَّ الشعائر حينما تتحوّل إلى مُتبنيّات لدى الإنسان، وتكون جزءاً من شخصيته؛ تصبح عنده عملية المساس بها مساساً لشخصيته، وحينما تكون هذه الأفكار مستوحاة من الرسالة؛ يكون الانتصار لها والدفاع عنها انتصاراً ودفاعاً عن شخصيته الرسالية وتأكيداً لها، لا أنْ يكون ذلك تأكيداً لذاتيته وأنانيته؛ وبذلك يهتز الإنسان بكل مشاعره متى ما مُسّت رسالته وأهدافه؛ وبذلك يتحوّل هذا الإحساس المُرهف إلى رصيدٍ رسالي يصون الرسالة و رجالها وأهدافها من كل عدو.
هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنَّ لغة المشاعر يفهمها ويحياها الناس كافة، بمختلف طوائفهم ومستوياتهم، وبذلك تتوفر أهمّ ركيزتين أساسيتين لعملية بناء المشاعر بناءً رسالياً؛ من خلال تعميق الجانب النوعي من الإحساس والشعور، وتكتيل الجانب الكمّي لذوي الإحساس، وهذا هو سر القوة في عملية إثارة المشاعر.