19 حمل الألفاظ على المعاني الشرعية، أمَّا على القول بعدم ثبوت الحقيقة الشرعية، فسوف تحمل الألفاظ الواردة في كلام الشارع والمجرَّدة عن القرينة على المعاني اللغوية.
وممَّا تقدَّم يتضح أنَّ شعائر الله ليست لها حقيقة شرعية، لِما تقدّم من الأدلة المتقدّمة من أنَّ استعمال لفظ الشعائر في مناسك الحج لا يدلّ على وضع اللفظ لذلك المعنى؛ لأنَّ الاستعمال أعمّ من الحقيقة، كما حُرّر في محلّه في علم الأُصول، ولِما يأتي من مناقشة ما استدلّ به من أنَّ للشعائر حقيقة شرعية.
فالشعائر باقية على حقيقتها اللغوية، وكل ما يصدق عليه عُرفاً أنَّه من معالم الله تعالى يدخل في شعائر الله تعالى، ومن ثَمَّ يكون داخلاً في عموم قوله تعالى وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعٰائِرَ اللّٰهِ ...، وعلى هذا فتكون شاملة لجميع ما يصدق عليه أنَّه من معالم دين الله وعلاماته، وكل ما اتُّخذ شعاراً للدين وعلامة للشريعة، فيشمل كل من الملائكة والأنبياء والأئمّة، والكتب السماوية وكتب الأحاديث، والمساجد والأولياء والشهداء والعلماء والفقهاء الكبار ومشاهدهم؛ لأنَّها من أعلام الهدى وعلامات دين الله، ومتعبدات أوامره وشرايعه.
أقوال العلماء في معنى الشعائر
1- أقوال علماء الشيعة في معنى الشعائر
من جملة الأدلة عندنا على أنَّ الشعائر ليست لها حقيقة شرعية هو فهم الفقهاء القدماء والمتأخّرين، لا سيما القدماء منهم؛ نظراً إلى قربهم من عصر النص وتبادر مرتكزات عهد الشارع إلى أذهانهم، حيث فهموا من معنى شعائر الله المعنى اللغوي لها، وهو العلامة، واليك جملة من كلماتهم: