18 والأولياء الشهداء والعلماء والفقهاء الكبار ومشاهدهم؛ لأنَّها من أعلام الهُدى وعلامات دين الله ومتعبّدات أوامره وشرايعه.
الأمر الثاني: الاستدلال على أنَّ شعائر الله ليست لها حقيقة شرعية
لكي يتضح أنَّ شعائر الله تعالى ليست لها حقيقة شرعية، لابدّ من إعطاء لمحة إجمالية عن الحقيقة الشرعية.
لمحة إجمالية في معنى الحقيقة الشرعية
هنالك معان شرعية مُستحدَثة من قِبل الشارع، بمعنى أنَّ الشارع قد نقل ألفاظاً كانت موضوعة لغة في معانٍ معيّنة ووضعها في معنى خاص في الشريعة. فإذا نقل الشارع تلك الألفاظ من معانيها اللغوية ووضعها للمعاني الشرعية، على نحو الوضع التعييني أو التعيُّني؛ عند ذلك تثبت الحقيقة الشرعية لذلك المعنى، وإلاَّ فلا تثبت الحقيقة الشرعية، نعم تثبت الحقيقة المُتَشَرّعة، كما حصل ذلك النقل بعد عصر الشارع على لسان أتباعه المُتشرِّعة.
من قبيل لفظ (الصلاة)، فإنَّه موضوع لغة في الدعاء- كما يقال- وقد استعملت في لسان الشارع في الواجب الخاص والفعل المعهود المشتمل على أجزاء وشرائط.
فهل نقل لفظ الصلاة ووضعه الشارع إلى هذا الواجب المعيّن، أو أنَّه لم يضع اللفظ للفعل الخاص، بل استعمله فيه مجازاً وبالقرينة؟
والثمرة من هذا النزاع تظهر في الألفاظ الواردة في كلام الشارع مجرَّدة عن القرينة، سواء كانت في القرآن الكريم أم السنة، فعلى القول بثبوت الحقيقة الشرعية، وأنَّ الشارع وضع اللفظ لمعنى معيَّن، فهنا يجب