74مسألة: «منّا أمير ومنكم أمير». وعلى كل حال وبعد جدال وتجاذب في سقيفة بني ساعدة بين المهاجرين والأنصار، كان المهاجرون يرون لهم الفضل والقرابة من رسول الله(ص) 1، ونظراً لحال الأنصار وما هم عليه من اختلاف في أمرهم كانت الغلبة في عاقبة الأمر للمهاجرين.
ومن الحقائق التأريخية التي هي مدعاة للتأمل والترديد، أنّ مجموعة من الأنصار في سقيفة بني ساعدة قالوا: «لا نبايع إلّا علياً!!» 2 ولكن ما أسرع أن أُهمل رأيهم بآراء أخرى تتنازع حول الخلافة! فغيّبت هذه الأصوات وسكنت، وانتهى الأمر لِما أراده بعض المهاجرين، وخصوصاً عمر بن الخطاب؛ فنصّب أبوبكر بن أبي قحافة على المسلمين خليفةً للنبيّ(ص). وكانت حجّتهم في ذلك عمره الطويل وخبرته الواسعة، وهي أمور لا تعني شيئاً في مقاييس الشيعة لمن يريد أن يتسنّم منصباً إلهياً هامّاً كخلافة الأمّة الإسلامية.
ويجب أن نؤكّد على أنّ خلافة أبي بكر، وعلى خلاف ما يذهب إليه أهل السنّة، لم تحصل بإجماع المهاجرين والأنصار، وهذه المسألة لا شكّ فيها من الناحية التأريخية، وذلك للسببين التاليين:
أوّلاً: إنّ بنيهاشم وهم أقرباء النبي(ص) وعشيرته، وعددٌ كبيرٌ من المهاجرين، لم يحضروا في سقيفة بنيساعدة، مثل العبّاس بن عبد المطلب، الفضل بن العبّاس، الزبير بن العوام، خالد بن سعيد، المقداد بن عمرو، سلمان الفارسي، أبي ذر الغفاري، عمّار بن ياسر، البراء بن عازب، وآخرون غيرهم. 3